"الكلاش".. ماركة كوردية بامتياز لا تنصاع للمستورد (صور)
شفق نيوز/ كثيرة هي الأمور التاريخية والفلكلورية التي
يمتاز بها الكورد وتمثل جانباً من مورثوهم وعاداتهم وتقاليدهم ولا يمكن الاستغناء
عنها مهما سعى المستورد والحداثة إلى الدخول في الحياة اليومية، إلا أن الكورد
يحافظون عليها كجزء من حياتهم اليومية والشخصية و"الكلاش" الحذاء
الفلكلوري للكورد.
وما إن تبدأ رحلة البحث عمّن بقي يعمل في هذه المهنة
التراثية التي ما زالت تقاوم الحداثة والمستورد في سوق قلعة كركوك وفي سوق الحدادين وذوي المهن
اليدوية، تجد رجلاً ستينياً جالساً في وسط محله الصغير محاط بالخيوط البيضاء وقطع
من الجلد وأراضي الأحذية المطاطية والتي تستخدم في صناعة الكلاش الكوردي.
صوف وقطن وجلد البقر
محمود خورشيد (60) عاماً - أحد أصحاب محل تصنيع الكلاش في
سوق كركوك - تحدث لوكالة شفق نيوز، بالقول إن "الكلاش أو الكيوة الكوردية
تعتبر جزءاً من التراث الكوردي والكلاش (هو نوع من الأحذية التراثية القديمة التي
دخلت باب التراث الثقافي غير المادي للشعب الكوردي وترافق غالباً الأزياء الكوردية
الرجالية في لبسها)".
وأضاف خورشيد، أن هذا الحذاء التراثي يصنع من القطن
الأبيض وجلود البقر والأغنام حيث يتم تحويل
القطن إلى خيوط صغيرة وتحويلها الى بكرات صغيرة وتكون جاهزة لتحويل القطن إلى قطع
منسوجة بالأيدي، ومن ثم تصنيع الواجهة وتبدأ برسمها على قطع الكارتون، وبعد
التقطيع تبدأ حياكة خيوط القطن عبر قطعتين حديدية وتتداخل الخيوط فيما بينها وتنصع
واجهة الكلاش وعندما تكون جاهزة توضع على قطعة أرضية مطاطية تكون حسب الأحجام وهي أرضية
الكلاش".
وأشار إلى أن "المرحلة الثالثة تبدأ بعد اتمام عملية
لصق قطعة النسيج القطنية على القطعة المطاطية الأرضية، وهي خياطة الجزئين ليكون الكلاش
قد دخل مرحلته الأخيرة مع استعمال خيط قوي للمرور على الكلاش من الجوانب ليصبح أكثر
قوة ومتانة".
وتابع خورشيد: "الكلاش عليه طلب ورغبة من الكورد
وباقي القوميات في كركوك وخاصة أنه يٌلبس مع الزي الكوردي التراثي ويطلب في
المناسبات والأعياد القومية الكوردية، ولهذا هناك طلب متزايد على الكلاش في كركوك
وكذلك يأتون من أربيل والسليمانية لشراء الكلاش لأن بضاعتنا منفرة ومتميزة".
أسعار الكلاش
في هذا الصدد، أوضح خورشيد، أن "أسعار الكلاش تبدأ
من سعر 10 دولار وصولاً إلى 50 دولاراً، لأن هناك من يأتي ويطلب مواصفات خاصة في
الكلاش ويطلب أموراً إضافية مثل نوع أرضية الحذاء فهناك نوعية طبية وأخرى عادية
وهذا الأمر يرفع سعر الزوج من الكلاش الكوردي".
من جانبه، ذكر سردار كمال (32 عاماً)، لوكالة شفق نيوز،
أن "الكلاش يعتبر الحذاء الكوردي الفلكوري والتراثي حيث كان أباؤنا وأجدادنا
يرتدونه، فنحن نحافظ على هذا التراث ونشتريه لأولادنا لأنه مريح في اللبس وليس
كباقي الأحذية التي تباع في الأسواق فهذه ماركة كوردية بامتياز ولا يمكن تقليدها
من قبل أي شخص".